الحوار المسيحي - الإسلامي

 

عبيد الله بن جحش

أول المتنصرين وأول المبشرين الى أمة الأسلام

هو رجل مكي عاش حياته يبحث عن الأله الحقيقي، بعد أن رفض آلهة قريش، كان هذا قبل رسالة محمد.

لم يكن هو وحده يبحث عن هذا الآله في ذلك العصر كان معه ثلاثة أخرون: ورقة بن نوفل، عثمان بن الحويرث، وزيد بن عمرو. أطلق عليهم المؤرخين المسلمين لقب الأحناف.

هذا الرجل لم يغره جاه قبيلته ولا مالها كي يعبد ألهتهم. ظل يبحث عن الحق حتى التقى بمحمد، أمن برسالته وتعرض مع المسلمين الأولين للأضطهاد من قريش حتى أمرهم محمد بالهجرة الى أرض الحبشة (أثيوبيا).

هاجر عبيد الله المسلم مع زوجته المسلمة أم حبيبة الى الحبشة. وبالمناسبة زوجته أم حبيبة أو رملة هي بنت أبو سفيان وجيه قريش وعدو محمد اللدود.

قال محمد للخارجين لأرض الحبشة: «لو خرجتم الى أرض الحبشة، فإن بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه».

وصلا الأثنان الى أثيوبيا، وهي بلد مسيحي ملكها يسميه العرب بالنجاشي. دخلت المسيحية الى أرض الحبشة بحسب التقليد المسيحي على يد المبشربن المصريين، وظلت حتى أمد قريب تتبع مصر دينياً. أيضا يذكر لنا العهد الجديد قصة أيمان الوزير الحبشي على يد فيلبس وأعتماده.

أستقبلت الحبشة المسيحية المضطهدين ووفرت لهم الملجأ. ولكن قريش لم تتركهم وأرسلت ورائهم عمرو بن العاص كي يعيدهم. حاول بن العاص أن يتحايل على الملك الحبشي بالتقرب له بهدايا ولكن هذا لم ينفع. لم يجد داهية العرب غير أتهام المسلمين بأنهم لا يحترمون مريم.

تحقق ملك الحبشة من ضيوفه اللاجئين في هذا الشأن، فأجابه جعفر بن أبي طالب بجزء من سورة مريم. بالطبع لم يجد ملك الحبشة أي أختلاف فيما يؤمن به وما سرده عليه جعفر. فالسورة تشابه الأناجيل، أذا تبتدأ بذكر قصة ميلاد يحيى وحبل مريم. لا تحكي أي أختلافات عقيدية بين الأسلام والمسيحية. في النهاية قرر الملك أن يبقي ضيوفه عنده.

ولكن يبدو أن عبيد الله لم يكن راضياً تماماً عن أيمانه الجديد، مرة أخرى أبتدأ يبحث عن الحق. وهذه المرة وجده ومات عليه.

يروي لنا أبن هشام في سيرته:

وأما عبيد الله بن جحش ، فأقام على ما هو عليه من الالتباس حتى أسلم ، ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة، ومعه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان مسلمة فلما قدمها تنصر وفارق الإسلام حتى هلك هنالك نصرانيا.

نعم ترك عبيد الله الأسلام وصار مسيحياً أمن بيسوع المسيح كمخلص له، ومات على هذا الأيمان. لم يكن هذا فقط ما فعله عبيد الله بل أنه حمل رسالة المسيح الى رفاقه المسلمين، فبهذا صار أول متنصر وأول مبشر الى أمة الأسلام.

هذا ما يسرده أبن هشام عن تبشير عبيد الله رفاقه المسلمين:

كان عبيد الله بن جحش حين تنصر يمر بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم هنالك من أرض الحبشة، فيقول فقحنا وصأصأتم أي أبصرنا وأنتم تلتمسون البصر ولم تبصروا بعد . وذلك أن ولد الكلب إذا أراد أن يفتح عينيه لينظر صأصأ لينظر. وقوله فقح فتح عينيه.

لله درك يا عبيد الله، كلمتان أبلغ من مقال، حقاً فقحنا وصأصأتم. ما عناه عبيد الله هو أنا قد فتحنا أعيننا فأبصرنا ولم تفتحوا أعينكم فتبصروا وأنتم تلتمسون ذلك.

ظل عبيد الله على أمره حتى مات في أرض الحبشة على اسم المسيح. ولكن محمد لم يكفه موت تابع له رأى الحقيقة وأرتد عن أتباعه له، لا هذا ليس بعقاب كاف لعبيد الله. أرسل محمد الى ملك الأحباش يطلب يد أم حبيبة زوجة عبيد الله التي لم تصر مسيحية. وبالفعل تزوج محمد منها. وصارت أم حبيبة واحدة من أمهات المؤمنين، ولكنها قبل ذلك كانت زوجة مرتد متنصر.

يروي لنا أبن هشام في سيرته هذه الحادثة:

قال ابن إسحاق : وخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب . قال ابن إسحاق : وحدثني محمد بن علي بن حسين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث فيها إلى النجاشي عمرو بن أمية الضمري ، فخطبها عليه النجاشي ، فزوجه إياها ، وأصدقها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مئة دينار.

فكر معي ما الداعي أن يتزوج محمد من أرملة مرتد متنصر؟! أمرأة لم يرها لسنين عدة؟ لا أعتقد بأن محمد كان يذكر شكل أم حبيبة على الأطلاق، لأنه يفصل بين هجرتها مع زوجها وعودتها عروس لمحمد على الأقل 10 سنوات. أترك الرد على هذا التساؤل لك.

والأن هل ما زلت تصأصأ (تلتمس رؤية الحق) أم ترغب في أن تفقح (تنظر الحق)؟!